إلى أن قال * (ويسلموا تسليما) * وقال تعالى * (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) * قال أبو عثمان النيسابوري من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة وقال بعضهم ما ترك بعضهم شيئا من السنة إلا لكبر في نفسه والأمر كما قال فإنه إذا لم يكن متبعا للأمر الذي جاء به الرسول كان يعمل بإراة نفسه فيكون متبعا لهواه بغير هدى من الله وهذا غش النفس وهو من الكبر فإنه شبيه بقول الذين قالوا * (لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته) * وكثير من هؤلاء يظن أنه يصل برياسته واجتهاده في العبادة وتصفية نفسه إلى ما وصلت اليه الأنبياء من غير اتباع لطريقتهم ومنهم من يظن أنه قد صار أفضل من الأنبياء ومنهم من يقول إن الأنبياء والرسل إنما يأخذون العلم بالله من مشكاة خاتم الأولياء ويدعي لنفسه أنه خاتم الأولياء ويكون ذلك العلم هو حقيقة قول فرعون وهو أن هذا الوجود المشهود واجب بنفسه ليس له صانع مباين له لكن هذا يقول هو الله وفرعون أظهر الإنكار بالكية لكن كان فرعون في الباطن اعرف بالله منهم فإنه كان مثبتا للصانع وهؤلاء ظنوا أن الوجود المخلوق هو الوجود الخالق كابن عربي وأمثاله وهو لما رأى أن الشرع الظاهر لا سبيل إلى تغييره قال النبوة ختمت لكن الولاية لم تختم وادعى من الولاية ما هو أعظم من النبوة وما يكون للأنبياء والمرسلين وأن الأنبياء مستفيدون منها كما قال * مقام النبوة في برزخ * فويق الرسول ودون الولي * وهذا قلب للشريعة فإن الولاية ثابتة للمؤمنين المتقين كما
(٥٥٦)