قال تعالى * (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون) * والنبوة أخص من الولاية والرسالة أخص من النبوة كما تقدم التنبيه على ذلك وقال ابن عربي أيضا في فصوصه ولما مثل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائظ من اللبن فرآها قد كملت الا موضع لبنة فكان هو صلى الله عليه وسلم موضع اللبنة وأما خاتم الأولياء فلا بد له من هذه الرؤية فيرى ما مثله النبي صلى الله عليه وسلم ويرى نفسه في الحائظ في موضع لبنتين ويرى نفسه تنطبع في موضع اللبنتين فتكمل الحائط والسبب الموجب لكونه يراها لبنتين أن الحائط لبنة من فضة ولبنة من ذهب واللبنة الفضة هي ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام كما هو أخذ عن الله في الشرع ما هو في الصورة الظاهرة متبع فيه لأنه يرى الامر على ما هو عليه فلا بد أن يراه هكذا وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن فإنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى اليه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال فإن فهمت ما أشرنا اليه فقد حصل لك العلم النافع فمن أكفر ممن ضرب لنفسه المثل بلبنة ذهب وللرسل المثل بلبنة فضة فيجعل نفسه أعلى وأفضل من الرسل تلك أمانيهم * (إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه) * وكيف يخفى كفر من هذا كلامه وله من الكلام أمثال هذا وفيه ما يخفى منه الكفر ومنه ما يظهر فلهذا يحتاج إلى نقد جيد ليظهر زيفه فإن من الزغل ما يظهر لكل ناقد ومنه ما لا يظهر إلا للناقد الحاذق البصير وكفر ابن عربي وأمثاله فوق كفر القائلين * (لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله) * ولكن ابن عربي وأمثاله منافقون زنادقة اتحادية في الدرك الأسفل من النار والمنافقون يعاملون
(٥٥٧)