شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٥٥٥
ش قال تعالى * (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) * فيجب على كل مسلم بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصا الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم إذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم علماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم فإنهم خلفاء الرسول من أمته والمحيون لما مات من سنته فبهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا وكلهم متفقون اتفاقا يقينا على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافة فلا بد له في تركه من عذر وجماع الاعذار ثلاثة أصناف أحدها عدم اعتقاده أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله والثاني عدم اعتقاده أنه أراد تلك المسألة بذلك القول والثالث اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ فلهم الفضل علينا والمنة بالسبق وتبليغ ما أرسل به الرسول صلى الله عليه وسلم الينا وإيضاح ما كان منه يخفى علينا فرضي الله عنهم وأرضاهم * (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) * قوله ولا نفضل أحدا من الأولياء على أحد من الانياء عليهم السلام ونقول نبي واحد أفضل من جميع الأولياء ش يشير الشيخ رحمه الله إلى الرد على الاتحادية وجهله المتصوفة وإلا فأهل الاستقامة يوصون بمتابعة العلم ومتابعة الشرع فقد أوجب الله على الخلق كلهم متابعة الرسل قال تعالى * (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك) *
(٥٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 ... » »»