ابن الشخير أحد أئمة التابعين نظرت في هذا الامر فوجدت مبدأه من الله وتمامه على الله ووجدت ملاك ذلك الدعاء وهنا سؤال معروف وهو أن من الناس من قد يسأل الله فلا يعطى شيئا أو يعطى غير ما سأل وقد أجيب عنه بأجوبة فيها ثلاثة أجوبة محققة أحدها أن الآية لم تتضمن عطية السؤال مطلقا وإنما تضمنت إجابة الداعي والداعي أعم من السائل وإجابة الداعي أعم من إعطاء السائل ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ففرق بين الداعي والسائل وبين الإجابة والإعطاء وهو فرق بين العموم والخصوص كما أتبع ذلك بالمستغفر وهو نوع من السائل فذكر العام ثم الخاص ثم الأخص وإذا علم العباد أنه قريب يجيب دعوة الداعي علموا قربه منهم وتمكنهم من سؤاله وعلموا علمه ورحمته وقدرته فدعوه دعاء العبادة في حال ودعاء المسألة في حال وجمعوا بينهما في حال إذ الدعاء اسم يجمع العبادة والاستعانة وقد فسر قوله * (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) * بالدعاء الذي هو العبادة والدعاء الذي هو الطلب وقوله بعد ذلك * (إن الذين يستكبرون عن عبادتي) * يؤيد المعنى الأول الجواب الثاني أن إجابة دعاء السؤال أعم من إعطاء عين السؤال كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه أن النبي قال ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه بها إحدى ثلاث خصال إما أن يعجل له دعوته أو يدخر له من الخير مثلها أو يصرف عنه من الشر مثلها قالوا يا رسول الله إذا نكثر قال الله أكثر
(٥٢٢)