شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٥٣٣
تعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه وتسمية حب الصحابة إيمانا مشكل على الشيخ رحمه الله لأن الحب عمل القلب وليس هو التصديق فيكون العمل داخلا في مسمى الإيمان وقد تقدم في كلامه أن الإيمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان ولم يجعل العمل داخلا في مسمى الايمان وهذا هو المعروف من مذهب أهل السنة إلا أن تكون هذه التسمية مجازا وقوله وبغضهم كفر ونفاق وطغيان تقدم الكلام في تكفير أهل البدع وهذا الكفر نظير الكفر المذكور في قوله * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) * وقد تقدم الكلام في ذلك قوله ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة ش اختلف أهل السنة في خلافة الصديق رضي الله عنه هل كانت بالنص أو بالاختيار فذهب الحسن البصري وجماعة من أهل الحديث إلى أنها ثبتت بالنص الخفي والإشارة ومنهم من قال بالنص الجلي وذهب جماعة من أهل الحديث والمعتزلة والأشعرية إلى أنها ثبتت بالاختيار والدليل على إثباتها بالنص أخبار من ذلك ما أسنده البخاري عن جبير بن مطعم قال أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع اليه قالت أرأيت إن جئت فلم أجدك كأنها تريد الموت قال إن لم تجدني فأتى أبا بكر وذكر له سياق آخر
(٥٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 ... » »»