وقوله يناد مناد يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وأن تشبوا فلا تهرموا أبدا وأن تحيوا فلا تموتوا أبدا وتقدم ذكر ذبح الموت بين الجنة والنار ويقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت وأما أبدية النار ودوامها فللناس في ذلك ثمانية أقوال أحدها أن من دخلها لا يخرج منها أبد الآباد وهذا قول الخوارج والمعتزلة والثاني أن أهلها يعذبون فيها ثم تنقلب طبيعتهم وتبقى طبيعة النارية يتلذذون بها لموافقتها لطبعهم وهذا قول إمام الاتحادية ابن عربي الطائي الثالث أن أهلها يعذبون فيها إلى وقت محدود ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها قوم آخرون وهذا القول حكاه اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم وأكذبهم فيه وقد أكذبهم الله تعالى فقال عز من قائل * (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * الرابع يخرجون منها وتبقى على حالها ليس فيها أحد الخامس أنها تفنى بنفسها لأنها حادثة وما ثبت حدوثه استحال بقاؤه وهذا قول الجهم وشيعته ولا فرق عنده في ذلك بين الجنة والنار كما تقدم السادس تفنى حركات أهلها ويصيرون جمادا لا يحسون بألم وهذا قول أبي الهذيل العلاف كما تقدم السابع أن الله يخرج منها من يشاء كما ورد في الحديث ثم يبقيها شيئا ثم يفنيها فإنه جعل لها أمدا تنتهي اليه الثامن أن الله تعالى يخرج منها من شاء كما ورد في السنة ويبقى فيها الكفار
(٤٨٣)