شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٣٣
كان يحب المرء لا يحبه إلا الله ومن كان يكره ان يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار فالمحبة التامة مستلزمة لموافقة المحبوب في محبوبه ومكروهه وولايته وعداوته ومن المعلوم أن من أحب الله المحبة الواجبة فلا بد أن يبغض أعداءه ولا بد أن يحب ما يحبه من جهادهم كما قال تعالى * (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) * والحب والبغض بحسب ما فيهم من خصال الخير والشر فإن العبد يجتمع فيه سبب الولاية وسبب العداوة والحب والبغض فيكون محبوبا من وجه ومبغوضا من وجه والحكم للغالب وكذلك حكم العبد عند الله فإن الله قد يحب الشيء من وجه ويكرهه من وجه آخر كما قال صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه فبين أنه يتردد لأن التردد تعارض إرادتين وهو سبحانه يحب ما يحب عبده المؤمن ويكره ما يكرهه وهو يكره الموت فهو يكرهه كما قال وأنا أكره مساءته وهو سبحانه قضى بالموت فهو يريد كونه فسمى ذلك ترددا ثم بين أنه لا بد من وقوع ذلك إذ هو يفضي إلى ما هو أحب منه قوله ونقول الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه ش تقدم في كلام الشيخ رحمه الله أنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه ومن تكلم بغير علم فإنما يتبع هواه وقد قال تعالى * (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) * وقال تعالى
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»