شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٣٢
وفي رواية قالوا من هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي فبين صلى الله عليه وسلم أن عامة المختلفين هالكون من الجانبين إلا أهل السنة والجماعة وما أحسن قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث قال من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ابرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم وسيأتي لهذا المعنى زيادة بيان إن شاء الله تعالى عند قول الشيخ ونرى الجماعة حقا وصوابا والفرقة زيغا وعذابا قوله ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة ش وهذا من كمال الإيمان وتمام العبودية فإن العبادة تتضمن كمال المحبة ونهايتها وكمال الذل ونهايته فمحبة رسل الله وأنبيائه وعباده المؤمنين من محبة الله وإن كانت المحبة التي لله لا يستحقها غيره فغير الله يحب في الله لا مع الله فإن المحب يحب ما يحب محبوبه ويبغض ما يبغض ويوالي من يواليه ويعادي من يعاديه ويرضى لرضائه ويغضب لغضبه ويأمر بما يأمر به وينهي عما ينهى عنه فهو موافق لمحبوبه في كل حال والله تعالى يحب المحسنين ويحب المتقين ويحب التوابين ويحب المتطهرين ونحن نحب من أحبه الله والله لا يحب الخائنين ولا يحب المفسدين ولا يحب المستكبرين ونحن لا نحبهم أيضا ونبغضهم موافقه له سبحانه وتعالى وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ومن
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»