شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٤٠٨
وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت اليه سبيلا وسأله عن الإيمان فقال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتومن بالقدر خيره وشره وسأله عن الإحسان فقال ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وقد ثبت كذلك في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ركعتي الفجر تارة بسورتي الإخلاص * (قل يا أيها الكافرون) * * (قل هو الله أحد) * وتارة بآيتي الإيمان والإسلام التي في سورة البقرة * (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) * الآية والتي في آل عمران * (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) * و فسر صلى الله عليه وسلم الإيمان في حديث وفد عبد القيس المتفق على صحته حيث قال لهم آمركم بالإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله وحده شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا خمس ما غنمتم ومعلوم أنه لم يرد أن هذه الأعمال تكون إيمانا بالله بدون إيمان القلب لما قد أخبر في غير موضع أنه لا بد من إيمان القلب فعلم أن هذه مع إيمان القلب هو الإيمان وقد تقدم الكلام على هذا والكتاب والسنة مملوءان بما يدل على أن الرجل لا يثبت له حكم الإيمان إلا بالعمل مع التصديق وهذا أكثر من معنى الصلاة والزكاة فإن تلك إنما فسرتها السنة والإيمان بين معناه الكتاب والسنة فمن الكتاب قوله تعالى * (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) * وقوله تعالى * (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) *
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»