وكان المراد بأحدهما المقل والآخر المعدم على خلاف فيه وكذلك الإثم والعدوان والبر والتقوى والفسوق والعصيان ويقرب من هذا المعنى الكفر والنفاق فإن الكفر أعم فإذا ذكر الكفر شمل النفاق وإن ذكر معا كان لكل منهما معنى وكذلك الإيمان والإسلام على ما يأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى السبب الثالث الحسنات فإن الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها فالويل لمن غلبت آحاده عشراته وقال تعالى * (إن الحسنات يذهبن السيئات) * وقال صلى الله عليه وسلم وأتبع السيئة الحسنة تمحها والسبب الرابع المصائب الدنيوية قال صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا غم ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر بها من خطاياه وفي المسند أنه لما نزل قوله تعالى * (من يعمل سوءا يجز به) * قال أبو بكر يا رسول الله نزلت قاصمة الظهر وأينا لم يعمل سوءا فقال يا أبا بكر الست تنصب ألست تحزن ألست يصيبك اللأواء فذلك ما تجزون به فالمصائب نفسها
(٣٦٩)