فأنزل الله هذه الآية يبين فيها أن من طعم الشيء في الحال التي لم يحرم فيها فلا جناح عليه إذا كان من المؤمنين المتقين المصلحين كما كان من امر استقبال بيت المقدس ثم إن أولئك الذين فعلوا ذلك يذمون على أنهم أخطأوا وأيسوا من التوبة فكتب عمر إلى قدامة يقول له * (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب) * ما أدري أي ذنبيك أعظم استحلالك المحرم أولا أم يأسك من رحمة الله ثانيا وهذا الذي اتفق عليه الصحابة هو متفق عليه بين أئمة الإسلام قوله ونرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم ش وعلى المؤمن أن يعتقد هذا الذي قاله الشيخ رحمه الله في حق نفسه وفي حق غيره قال تعالى * (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا) * وقال تعالى * (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) * وقال تعالى * (وإياي فاتقون) * * (وإياي فارهبون) * * (فلا تخشوهم واخشوني) * ومدح أهل الخوف فقال تعالى * (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون) * إلى قوله * (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) * وفي المسند والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله * (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) * هو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق قال لا يا ابنة الصديق
(٣٦٥)