وفي معجم الطبراني الدواوين عند الله يوم القيامة ثلاثة دواوين ديوان لا يغفر الله منه شيئا وهو الشرك بالله ثم قرأ * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) * وديوان لا يترك الله منه شيئا وهو مظالم العباد بعضهم بعضا وديوان لا يعبأ الله به وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه وقد اختلفت عبارات العلماء في الفرق بين الكبائر والصغائر وستأتي الإشارة إلى ذلك عند قول الشيخ رحمه الله وأهل الكبائر من أمة محمد في النار لا يخلدون ولكن ثم امر ينبغي التفطن له وهو أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر وهذا امر مرجعه إلى ما يقوم بالقلب وهو قدر زائد على مجرد الفعل والإنسان يعرف ذلك من نفسه وغيره وأيضا فإنه قد يعفى لصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره فإن فاعل السيئات يسقط عنه عقوبة جهنم بنحو عشرة أسباب عرفت بالاستقراء من الكتاب والسنة السبب الأول التوبة قال تعالى * (إلا من تاب) * * (إلا الذين تابوا) * وغيرها والتوبة النصوح وهي الخالصة لا يختص بها ذنب دون ذنب لكن هل تتوقف صحتها على أن تكون عامة حتى لو تاب من ذنب وأصر على آخر لا تقبل والصحيح أنها تقبل
(٣٦٧)