شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٣٧٢
وقال * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا) * فالرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان امنا والخوف يستلزم الرجاء ولولا ذلك لكان قنوطا ويأسا وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله تعالى فإنك إذا خفته هربت إليه فالخائف هارب من ربه إلى ربه وقال صاحب منازل السائرين رحمه الله الرجاء أضعف منازل المريد وفي كلامه نظر بل الرجاء والخوف على الوجه المذكور من أشرف منازل المريد وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه ولهذا قيل إن العبد ينبغي أن يكون رجاؤه في مرضه أرجح من خوفه بخلاف زمن الصحة فإنه يكون خوفه أرجح من رجائه وقال بعضهم من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري وروي ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجيء ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد ولقد أحسن محمود الوراق في قوله * لو قد رأيت الصغير من عمل الخ * ير ثوابا عجبت من كبره * أو قد رأيت الحقير من عمل الش * ر جزاء أشفقت من حذره * قوله ولا يخرج العبد من الإيمان الا بجحود ما ادخله فيه ش يشير الشيخ إلى الرد على الخوارج والمعتزلة في قولهم بخروجه من الإيمان بارتكاب الكبيرة وفيه تقرير لما قال أولا لا نكفر أحدا
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»