غيره من المخلوقات قطعا للتسلسل كما تقدم ويمكن أن يجاب عن هذا الإشكال بأن سائر بمعنى البقية لا بمعنى الجميع هذا أصل معناها ومنه السؤر وهو ما يبقيه الشارب في الإناء فيكون مراده غالب المخلوقات لا جميعها إذ السائر على الغالب أدل منه على الجميع فيكون المعنى أن الله تعالى غير محوي كما يكون أكثر المخلوقات محويا بل هو غير محوي بشيء تعالى الله عن ذلك ولا نظن بالشيخ رحمه الله انه ممن يقول إن الله تعالى ليس داخل العالم ولا خارجه بنفي التعيينين كما ظنه بعض الشارحين بل مراده أن الله تعالى منزه عن أن يحيط به شيء من مخلوقاته وأن يكون مفتقرا إلى شيء منها العرش أو غيره وفي ثبوت هذا الكلام عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه نظر فإن أضداده قد شنعوا عليه بأشياء أهون منه فلو سمعوا مثل هذا الكلام لشاع عنهم تشنيعهم عليه به وقد نقل أبو مطيع البلخي عنه إثبات العلو كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى وظاهر هذا الكلام يقتضي نفيه ولم يرد بمثله كتاب ولا سنة فلذلك قلت إن في ثبوته عن الإمام نظرا وان الأولى التوقف في إطلاقه فإن الكلام بمثله خطر بخلاف الكلام بما ورد عن الشارع كالاستواء والنزول ونحو ذلك ومن ظن من الجهال أنه إذا نزل إلى سماء الدنيا كما أخبر الصادق صلى الله عليه وسلم يكون العرش فوقه ويكون محصورا بين طبقتين من العالم فقوله مخالف لإجماع السلف مخالف للكتاب والسنة وقال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
(٢٤٤)