شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٤٠
الحديث ولا يقولون كيف وإذا سئلوا قالوا بالأثر وسيأتي في كلام الشيخ وقد أعجز خلقه عن الإحاطة به فعلم أن مراده أن الله يتعالى عن أن يحيط أحد بحده لأن المعنى أنه متميز عن خلقه منفصل عنهم مباين لهم سئل عبد الله بن المبارك بم نعرف ربنا قال بأنه على العرش بائن من خلقه قيل بحد قال بحد انتهى ومن المعلوم أن الحد يقال على ما ينفصل به الشيء ويتميز به عن غيره والله تعالى غير حال في خلقه ولا قائم بهم بل هو القيوم القائم بنفسه المقيم لما سواه فالحد بهذا المعنى لا يجوز أن يكون فيه منازعة في نفس الأمر أصلا فإنه ليس وراء نفيه إلا نفي وجود الرب ونفي حقيقته وأما الحد بمعنى العلم والقول وهو أن يحده العباد فهذا منتف بلا منازعة بين أهل السنة قال أبو القاسم القشيري في رسالته سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي سمعت أبا منصور بن عبد الله سمعت أبا الحسن العنبري سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول وقد سئل عن ذات الله فقال ذات الله موصوفة بالعلم غير مدركة بالإحاطة ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا وهي موجودة بحقائق الإيمان من غير حد ولا إحاطة ولا حلول وتراه العيون في العقبى ظاهرا في ملكه وقدرته وقد حجب الخلق عن معرفة كنه ذاته ودلهم عليه بآياته فالقلوب تعرفه والعيون لا تدركه ينظر إليه المؤمن بالأبصار من غير إحاطة ولا ادراك نهاية وأما لفظ الأركان والأعضاء والأدوات فيستدل بها النفاة على نفي بعض الصفات الثابتة بالأدلة القطعية كاليد والوجه قال أبو حنيفة رضي الله عنه في الفقه الأكبر له يد ووجه ونفس كما ذكر تعالى في القرآن من ذكر اليد والوجه والنفس فهو له صفة بلا كيف ولا يقال أن يده قدرته ونعمته لأن فيه إبطال الصفة انتهى وهذا الذي
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»