شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٤١
قاله الإمام رضي الله عنه ثابت بالأدلة القاطعة قال تعالى * (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) * * (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) * وقال تعالى * (كل شيء هالك إلا وجهه) * * (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) * وقال تعالى * (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) * وقال تعالى * (كتب ربكم على نفسه الرحمة) * وقال تعالى * (واصطنعتك لنفسي) * وقال تعالى * (ويحذركم الله نفسه) * وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة لما يأتي الناس آدم فيقولون له خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء الحديث ولا يصح تأويل من قال إن المراد باليد بالقدرة فإن قوله * (لما خلقت بيدي) * لا يصح أن يكون معناه بقدرتي مع تثنية اليد ولو صح ذلك لقال إبليس وأنا أيضا خلقتني بقدرتك فلا فضل له علي بذلك فإبليس مع كفره كان أعرف بربه من الجهمية ولا دليل لهم في قوله تعالى * (أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون) * لأنه تعالى جمع الأيدي لما أضافها إلى ضمير الجمع ليتناسب الجمعان فاللفظان للدلالة على الملك والعظمة ولم يقل أيدي مضافا إلى ضمير المفرد ولا يدينا بتثنية اليد مضافا إلى ضمير الجمع فلم يكن قوله * (مما عملت أيدينا) * نظير قوله * (لما خلقت بيدي) * وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل حجابه النور ولو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»