شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٣٨
قوله فان ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس في معناه أحد من البرية ش يشير الشيخ رحمه الله إلى تنزيه الرب تعالى بالذي هو وصفه كما وصف نفسه نفيا واثباتا وكلام الشيخ مأخوذ من معنى سورة الإخلاص فقوله موصوف بصفات الوحدانية مأخوذ من قوله تعالى * (قل هو الله أحد الله الصمد) * وقوله منعوت بنعوت الفردانية من قوله تعالى * (الله الصمد لم يلد ولم يولد) * وقوله ليس في معناه أحد من البرية من قوله تعالى * (ولم يكن له كفوا أحد) * وهو أيضا مؤكد لما تقدم من إثبات الصفات ونفي التشبيه والوصف والنعت مترادفان وقيل متقاربان فالوصف للذات والنعت للفعل وكذلك الوحدانية والفردانية وقيل في الفرق بينهما إن الوحدانية للذات والفردانية للصفات فهو تعالى موحد في ذاته منفرد بصفاته وهذا المعنى حق ولم ينازع فيه أحد ولكن في اللفظ نوع تكرير وللشيخ نظير هذا التكرير في مواضع من العقيدة وهو بالخطب والأدعية أشبه منه بالعقائد والتسجيع بالخطب أليق و ليس كمثله شيء 11 أكمل في التنزيه من قوله ليس في معناه أحد من البرية قوله وتعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ش أذكر بين يدي الكلام على عبارة الشيخ رحمه الله مقدمة وهي أن الناس في إطلاق مثل هذه الألفاظ ثلاثة أقوال فطائفة تنفيها وطائفة تثبتها وطائفة تفصل وهم المتبعون للسلف فلا يطلقون نفيها ولا إثباتها الا إذا تبين ما أثبت بها فهو ثابت وما نفي بها فهو منفي
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»