شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ٢٢٧
أقسم سبحانه بنفسه أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا نبيه ويرضوا بحكمه ويسلموا تسليما قوله فيتذبذب بين الكفر والايمان والتصديق والتكذيب والاقرار والانكار موسوسا تائها شاكا لا مؤمنا مصدقا ولا حاجدا مكذبا ش يتذبذب يضطرب ويتردد وهذه الحالة التي وصفها الشيخ رحمه الله حال كل من عدل عن الكتاب والسنة إلى علم الكلام المذموم أو أراد ان يجمع بينه وبين الكتاب والسنة وعند التعارض يتأول النص ويرده إلى الرأي والآراء المختلفة فيؤول أمره إلى الحيرة والضلال والشك كما قال ابن رشد الحفيد وهو من أعلم الناس بمذاهب الفلاسفة ومقالاتهم في كتابه تهافت التهافت ومن الذي قال في الإلهيات شيئا يعتد به وكذلك الآمدي أفضل أهل زمانه واقف في المسائل الكبار حائر وكذلك الغزالي رحمه الله انتهى آخر أمره إلى الوقف والحيرة في المسائل الكلامية ثم اعرض عن تلك الطرق وأقبل على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فمات والبخاري على صدره وكذلك أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي قال في كتابه الذي صنفه أقسام اللذات * نهاية إقدام العقول عقال * وغاية سعي العالمين ضلال * وأرواحنا في وحشة من جسومنا * وحاصل دنيانا أذى ووبال * ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا * سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا * فكم قد رأينا من رجال ودولة * فبادوا جميعا مسرعين وزالوا * وكم من جبال قد علت شرفاتها * رجال فزالوا والجبال جبال * لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات * (الرحمن على العرش استوى) * * (إليه يصعد الكلم الطيب) *
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»