لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة - عبد الملك الجويني - الصفحة ٨٧
فإن قيل لم لا يجوز أن يتوافقا أبدا ولا يختلفا قط قلنا إن لم نجوز اختلافهما في الإرادة كان محالا إذ وجود أحدهما ووجود صفاته يستحيل أن يمنع الثاني من أن يريد ما يصح إرادته عند تقدير الانفراد والعاجز منحط عن رتبة الربوبية وذلك مضمون قوله تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) أي لتناقضت أحكامهما عند تقدير القادرين على الكمال فصل القديم الباري سبحانه وتعالى عالم بعلم قديم قادر بقدرة قديمة حي بحياة قديمة وذهب المعتزلة إلى أن الباري تعالى عن قولهم حي عالم قادر بنفسه وليس له قدرة ولا علم ولا حياة دليلنا في المسألة أن نقول
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»