وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٦١٢
نعم، إذا كانت هذه الآية نسخت تلاوة فكيف يتوفى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي في القرآن؟
فإن كانت قد نسخت تلاوة وجب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يمحوها من القرآن. ومن المعلوم أنه لا نسخ بعد النبي. فمن الذي تجرأ وأزال هذه الآية من القرآن، وقد مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يمحها؟!!
بقيت شبهة أخرى وهي ظن البعض في أن لدى الإمامية مصحفا آخر غير القرآن، يسمى مصحف فاطمة. والحق إن " مصحف فاطمة ليس فيه شئ من القرآن، وإنما فيه ما سمعته من أخبار من يحكم الأمة الإسلامية " (1).
وهذه الأخبار أخذتها عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما كان يخبره به جبرائيل (عليه السلام). هذه هي حقيقة مصحف فاطمة فلم هذه الفرية؟
وفي نهاية هذا الموضوع نود القول " إن القرآن الكريم لا تحريف فيه سواء عند السنة أو عند الشيعة وهو النسخة نفسها التي كانت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
يقول الأستاذ أحمد الحصري الأزهري: " يعيب بعض الناس على الإمامية مذهبهم، لحجة أن هناك أشياء وجدت مكتوبة في بعض كتبهم لا تتفق والمتواتر في الدين. ويجب أن يكون مفهوما في الذهن أن هذا الذي يؤخذ على الإمامية هم منه براء، وأن الأساس الذي بني عليه هذا الاتهام فيه كثير من الخلط، فمجئ شئ على لسان شيعي، أو في كتاب لشيعي لا يقتضي أن هذا الأمر هو مذهب الشيعة. بل قد يكون مذهبا لصاحبه ولا بد من الرجوع إلى أهل التحقيق في هذا المذهب لمعرفة الحقيقة وتحري الصواب حتى لا تكال التهم جزافا لمذاهب هي منها براء، وحتى لا نتسبب في زيادة الفرقة بين المسلمين أكثر مما هم عليه الآن...
ولو أننا أمعنا النظر بالعين المجردة عن الهوى، وتركنا للفكر الفقهي السليم حرية البحث في بعض كتب أهل السنة لوجدنا أن في بعضها ما لا يتلاءم مع آراء أهل السنة أنفسهم، ومع ذلك لا ننسبها إلى أهل السنة جميعا، بل إلى القائل بها فقط، وننقده بها.

(٦١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 607 608 609 610 611 612 613 614 615 616 617 ... » »»