وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٢٣٣
ربما تكون بعض الأحاديث المرسلة المبثوثة في كتب الحديث مأخوذة عن هؤلاء المنافقين الماكرين (١)!! وهذه الفجوة التي تصدعت فيها أحقية مرجعية الصحابة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يستطيع المحدثون ردمها وإن اجتمعوا على ذلك، لأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه لم يكن يعلم هؤلاء المنافقين ﴿ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم﴾ (2).
ولا يمكن التخلص من هذه المعضلة إلا بالتأكيد على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - ولكي يقطع الطريق على هؤلاء الدجالين - جعل سنته بأيد أمينة، أليس هذا هو الحق المبين؟!
صحابة يساقون إلى النار أخرج مسلم عن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا فرطكم على الحوض، ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي: فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " (3).
وأخرج البخاري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " بينما أنا قائم فإذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، قال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم " (4).

١ - يقول السيوطي في تدريب الراوي: " وفي الصحيحين من ذلك - مراسيل الصحابة - ما لا يحصى "!
تدريب الراوي: ١ / ٢٠٧، وعلى هذا فكل حديث مرسل سنشك فيما إذا كان قد رواه الصحابي عن صحابي عادل أو صحابي منافق لا يعلمه إلا الله!!!
٢ - التوبة: ١٠١.
٣ - كتاب الفضائل، باب اثبات حوض نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) وصفاته.
٤ - كتاب الرقاق، باب في الحوض. وهمل النعم: ضوال الإبل، قال ابن الأثير: " أي أن الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة " النهاية في غريب الحديث: ٥ / 247.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»