وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٢٢٩
تهدد فلا إقرار له ". وخلى سبيلها، ثم قال: عجزت النساء أن تلدن مثل علي بن أبي طالب، لولا علي لهلك عمر " (١).
وفي حادثة مشابهة لهذه، قال عمر: كل أحد أفقه مني، ثلاث مرات (٢).
وعن مجاهد قال: قدم عمر بن الخطاب الشام فوجد رجلا من المسلمين قتل رجلا من أهل الذمة فهم أن يقيده، فقال له زيد بن ثابت: أتقيد عبدك من أخيك فجعله عمر دية " (٣).
وأخرج البيهقي " إن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) أتى بامرأة قد ولدت في ستة أشهر فأمر بها أن ترجم، فقال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): " ليس ذلك عليها قال الله تبارك وتعالى ﴿وحمله وفصاله ثلاثون شهرا﴾ (4) وقال (وفصاله في عامين) وقال (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) فالرضاعة أربعة وعشرون شهر والحمل ستة أشهر، فأمر بها عثمان أن ترد فوجدت قد رجمت " (5) (6).
وهكذا كان الحال مع بقية الصحابة إلا من جعل منهم امناء على الشريعة، وكانوا يصححون أخطاء الخلفاء بعدما أقصوا عن مراتبهم التي وضعهم الله فيها.
وبعد هذا فلنتأمل في هذه المعضلات. إن أبا بكر لم يعرف معنى كلمة " الأب " مع

١ - الرياض النضرة: ٢ / ١٩٦. ذخائر العقبى ص ٨٠. مطالب السؤول ص ١٣. مناقب الخوارزمي ص ٤٨. الأربعين، الفخر الرازي: ص ٦٦.
٢ - الرياض النضرة: ٢ / ١٩٦. ذخائر العقبى: ص ٨١. الكفاية، الكنجي: ص ١٠٥.
٣ - أخرجه عبد الرزاق وابن جرير الطبري، كنز العمال: ٧ / ٣٠٤.
٤ - الأحقاف: ١٥.
٥ - لقد قلنا من قبل: إذا لم يكن خليفة النبي على علم تام بجميع الأحكام الإسلامية فان الأنفس وحقوق العباد ستتعرض للخطر، وما حدث لهذه المرأة خير دليل على ما نقول، وحاشا لله أن يضع لعباده خلفاء لا يعرفون أحكام الإسلام الشرعية.
٦ - السنن الكبرى: ٧ / ٤٤٢، وابن كثير في تفسيره: ٤ / ١٦٩، وابن الديبع في تيسير الوصول: ٢ / ٩، والعيني في عمدة القاري: ٩ / 642، والسيوطي في الدر المنثور نقلا عن ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»