وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٢٢٨
فقال عمر: اتق الله يا عمار! قال: إن شئت لم أحدث به " (١).
وأخرج البيهقي عن الشعبي، قال: " خطب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) الناس فحمد الله وأثنى عليه، وقال: ألا لا تغالوا في صداق النساء، فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شئ ساقه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو سيق إليه، إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال، ثم نزل، فعرضت له امرأة من قريش، فقالت: يا أمير المؤمنين أكتاب الله تعالى أحق أن يتبع أو قولك؟ قال: بل كتاب الله؟ فما ذاك؟ قالت: نهيت الناس آنفا أن يغالوا في صداق النساء، والله تعالى يقول في كتابه: ﴿وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا﴾ (2). فقال عمر (رضي الله عنه): كل أحد أفقه من عمر. مرتين أو ثلاثا " (3).
وفي رواية قال عمر: " امرأة أصابت ورجل أخطأ " (4).
وفي رواية أخرى قال: " كل أحد أعلم من عمر " (5).
وفي أخرى قال: " إن امرأة خاصمت عمر فخصمته " (6).
وأتي عمر بن الخطاب بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور فأمر برجمها فتلقاها علي فقال: ما بال هذه؟ فقالوا: أمر عمر برجمها فردها علي وقال: هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ ولعلك انتهزتها أو أخفتها؟ قال: قد كان ذلك. قال: أوما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " لا حد على معترف بعد بلاء ". انه من قيد أو حبس أو

١ - صحيح مسلم: كتاب الحيض، باب التيمم.
٢ - النساء: ٢٠.
٣ - السنن الكبرى: ٧ / ٢٣٣، وذكره السيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز: ٨ / ٢٩٨ نقلا عن سنن سعيد بن منصور والبيهقي، ورواه السندي في حاشية السنن لابن ماجة: ١ / ٥٨٣، والعجلوني في كشف الخفاء: ١ / ٢٦٩ و ٢ / ١١٨.
٤ - تفسير ابن كثير: ١ / ٤٧٨. تفسير القرطبي: ٥ / ٩٩.
٥ - شرح صحيح البخاري، القسطلاني: ٨ / ٥٧. الكشاف: ١ / ٣٥٧.
٦ - إرشاد الساري: ٨ / ٥٧، تفسير ابن كثير: ١ / 478.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»