وركبت السفينة - مروان خليفات - الصفحة ٢٢٢
حديثا في النهي عن المشي بالخف الواحد، فبلغ عائشة ذلك فمشت بخف واحد وقالت:
لأخالفن أبا هريرة " (1).
وقال إبراهيم النخعي - إمام العراق، وقيل عنه: إنه كان صيرفيا في الحديث -:
" كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة. وعنه قال: ما كانوا يأخذون بكل حديث أبي هريرة. وعن الأعمش قال: كان إبراهيم صحيح الحديث فكنت إذا سمعت الحديث أتيته فعرضته عليه، فأتيته يوما بأحاديث من أحاديث أبي صالح عن أبي هريرة فقال:
دعني من أبي هريرة إنهم كانوا يتركون كثيرا من أحاديثه " (2).
وقد مرت بك أيها القارئ شهادة الإمام أبي حنيفة في أبي هريرة فلا تنسها. وأكد ابن قتيبة في رده على النظام أن الصحابة والسابقين الأولين اتهموه وأنكروا عليه، وكانت عائشة أشدهم إنكارا عليه (3).
وقال الآمدي: " أنكر الصحابة على أبي هريرة كثرة روايته وذلك لأن الإكثار لا يؤمن معه اختلاط الضبط الذي لا يعرف لمن قلت روايته " (4).
وقال ابن الأثير: " أما رواية أبي هريرة فشك فيها قوم لكثرتها " (5).
وقال الأستاذ مصطفى صادق الرافعي فيه: "... كان عمر وعثمان وعلي وعائشة ينكرون عليه ويتهمونه، وهو أول راوية اتهم في الإسلام، وكانت عائشة أشدهم إنكارا عليه " (6).

١ - راجع " أبو هريرة "، شرف الدين: ص ١٩٧.
٢ - هذه الأخبار في سير أعلام النبلاء: ٢ / ٦٠٢، البداية والنهاية: ٤ / ١٠٩، شرح النهج ١ / ٣٤٠، العلل ومعرفة الرجال: أحمد بن حنبل، ١ / ٤٢٨.
٣ - تأويل مختلف الحديث: ٣٩.
4 - الإحكام: 2 / 106.
5 - المثل السائر: ص 81.
6 - آداب العرب: 1 / 282.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»