هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ٥٥
يريد الفائدة من تفسيره (1) ويقول الطبري في تاريخه عند شرح الذبح العظيم الذي فدى به إبراهيم ولده إسماعيل بأمر الله تعالى:
إن الكبش الذي ذبحه إبراهيم هو الكبش الذي قربه ابن آدم فتقبل منه (2).
وينقل في تاريخه قصصا تلمس عليها الروح اليهودي واضحا ومن ذلك ما ذكره فقال: تزوج إسحاق امرأة فحملت بغلامين في بطن واحد فلما أرادت أن تضعهما اقتتل الغلامان في بطنها فأراد يعقوب أن يخرج قبل عيص فقال عيص والله لئن خرجت قبلي لأعترضن في بطن أمي ولأقتلنها فتأخر يعقوب وخرج عيص قبله وأخذ يعقوب بعقبه فسمي عيص عيصا لأنه عصى وسمي يعقوب يعقوبا لأنه خرج بعقب عيص، وكبر الغلامان وكان عيص أحب إلى أبيه ويعقوب أحب إلى أمه وكان عيص صاحب صيد فلما عمي إسحاق قال لعيص أطعمني لحم صيد واقترب مني حتى أدعو لك، وكان عيص أشعر - أي كثير الشعر - ويعقوب أجرد فخرج عيص يتصيد وقالت أمه لإسحاق إذبح كبشا ثم اشوه والبس جلده وقدمه لأبيك كي يدعو لك فلما مسه قال من أنت؟ قال: عيص، فقال: المس مس عيص والريح ريح يعقوب فقالت أمه: هو ابنك عيص فادعو له الخ (3) ولست أدري كيف كان إسحاق لا يعرف أصوات أولاده وكيف تطلب الأم البركة من دعوات إسحاق وهي تكذب وكيف يكذب أبناؤها وأي بيت نبي هذا البيت الذي يكون أعضاؤه من هذا النوع، ثم أي اسم مشتق مثل يعقوب أو إسحاق أو عيص لا يصلح لأن يشتق منه أمثال هذه الخزعبلات وهذا الهراء والسخف.
وأما الإمام البخاري فإنك تلمس الروح الإسرائيلي في كثير من رواياته

(١) تفسير الطبري ج‍ ١ ص ٢٣٤.
(٢) تاريخ الطبري ج‍ ١ ص ١٤٢. وإذا كان يمكن لكبش أن يعيش هذه المدة الطويلة كما هو في الفكر السني فلماذا يستكثر علينا إذا قلنا أن شخصا عاش منذ ألف ومائة سنة تقريبا للآن ولا يستكثر على من يفرض أن كبشا عاش آلافا مؤلفة من السنين.
(٣) تاريخ الطبري ج ١ ص ١٦٤.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»