العدول إلى مذهب الشيعة وهؤلاء قلة لا يعتد بها وقد تظاهرت بذلك لأنه لا يمكن للعقائد أن تفرض فرضا وذلك حينما أعلن خدابنده ثم الصفويون في بداية القرن العاشر رسمية المذهب الشيعي وذلك مثلما حدث لديار بكر وربيعة التي كانت شيعية أيام الحمدانيين ثم حولها الحكام إلى سنية، وكما حدث لمصر بعد حكم الفاطميين إذ حولت إلى سنية أيام الأيوبيين وكما حدث ذلك لكثير من البلدان.
ولست أزعم أنه لا يوجد من قد يكون دخل التشيع وله أهداف غير سليمة وليس ذلك بذنب للتشيع فكثير من اليهود دخلوا الإسلام وتظاهروا بذلك وفي نفوسهم أهداف خبيثة ولا نعتبر الإسلام مسؤولا عن ذلك كما أن هذه الفصيلة التي تدخل الإسلام أو التشيع ولها أهداف مسمومة لا تعدو أصابع اليد ولا تشكل خطر بدليل أن جوهر الإسلام محفوظ رغم وجود أمثال هؤلاء، وليس من المنطق في شئ أن ننتزع حكما عاما على مذهب من المذاهب لأن بعض الأفراد المندسين فيه عرفوا بنظريات هدامة، لا سيما إذا كانت أسس المذهب واضحة لا تلتقي مع المندسين بشكل من الأشكال، فالإصرار على تحميل مذهب مسؤولية فعل فرد مندس فيه عملية إما أن تكون مشبوهة وغير نظيفة وإما أن تكون بلهاء لا تتصرف بمقاييس.