هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٠١
الشيعة من هذه العقائد التي ذكرها كالتناسخ والحلول والتشبيه فإن الواقع يكذبه وهذه كتب الشيعة تملأ المكتبات فليذكر لنا أين آرائهم بالتناسخ اللهم إلا أن يكون كلامه عن أمة بائدة كانت تقول بذلك قبل هذا. نعم، الشيعة تقول بغيبة المهدي عن المعرفة بمعنى أنه يرى ولا يعرف فهو موجود بين الناس ولكن لا يعرفونه وهو يدلي برأيه أحيانا مع بعض الآراء وقد استفادوا ذلك من جملة من الأخبار التي أوردها علماء المسلمين من السنة والشيعة كالترمذي وابن ماجة وأبي داود وابن حجر وغيرهم ويكفيك الفصل الذي كتبه ابن حجر في الصواعق فراجعه وسنشرح ذلك فيما يأتي من فصول هذا الكتاب، كما يعتقد الشيعة بالبداء مستفيدين ذلك من الكتاب والسنة:
فالكتاب كقوله تعالى: * (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) * الرعد / 39.
وأما السنة فمثل ما رواه البخاري في الصحيح عن النبي (ص) أن ثلاثة من بني إسرائيل أبرص وأعمى وأقرع بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا الخ (1).
وكما روى الصدوق في كتابه إكمال الدين وإتمام النعمة بإسناده عن الإمام الصادق (ع): من زعم أن الله عز وجل يبدو له في شئ يعلمه أمس فابرؤا منه (2). والبداء عند الشيعة بمعنى الإظهار لا بمعنى أن الله يعلم بعد جهل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، أي أن علم الله تعالى تعلق بوقوع أمر في الخارج ولكن بشرط موقوفيته على عدم تعلق مشيئة الله تعالى بخلافه. وهذا هو مورد البداء ومحل البداء من أقسام القضاء الإلهي.
ونظرا لأهمية موضوع البداء وما ثار حوله من نزاع بين المسلمين فإني أحيل

(1) صحيح البخاري ج‍ 4 ص 146 باب ما ذكر عن بني إسرائيل.
(2) البيان للخوئي ص 390.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»