هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي - الصفحة ١٠٠
هذا عن مدى توثيقه بالنقل، أما دينه وصدقه فيقول فيه بعض قومه ما يلي:
ب - ياقوت الحموي في معجمه:
مادة شهرستان قال: ولولا تخبطه أي الشهرستاني في الاعتقاد وميله إلى هذا الإلحاد لكان هو الإمام، وكثيرا ما كنا نتعجب من وفور فضله وكمال عقله كيف مال إلى شئ لا أصل له واختار أمرا لا دليل عليه لا معقولا ولا منقولا ونعوذ بالله من الخذلان والحرمان من نور الإيمان وليس ذلك إلا لإعراضه عن نور الشريعة واشتغاله بظلمات الفلسفة وقد حضرت عدة مجالس من وعظه فلم يكن فيها قال الله ولا قال رسول الله ولا جواب من المسائل الشرعية والله أعلم بحاله (1).
وبعد تقييم الشهرستاني من قبل قومه أذكر لك شيئا مما كتبه عن الشيعة لتعرف مدى صدقه ووثاقته يقول عن الإمامية إنهم لم يثبتوا في تعيين الأئمة بعد الحسن والحسين وعلي بن الحسين على رأي واحد بل اختلافاتهم أكثر من اختلافات الفرق كلها إلى أن قال: إن الإمام الصادق برئ من خصائص مذاهب الرافضة وحماقاتهم من القول بالغيبة، والرجعة، والبداء، والتناسخ، والحلول، والتشبيه، لكن الشيعة بعده أي بعد الصادق (ع) افترقوا وانتحل كل واحد منهم مذهبا (2).
إن كل من له إلمام بتاريخ الإمامية من الشيعة يعلم أنهم لم يختلفوا في تسلسل الأئمة ابتداء من الإمام علي (ع) حتى الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن (ع) والإمامية على ذلك منذ وجدوا، أما ما ذكره من أن الإمام الصادق (ع) تبرأ من حماقات الشيعة فهو محض افتراء ولم يحدث قط فإن أهل البيت أدرى بما فيه، ولو كان هنالك شئ من هذا القبيل لذكره غير الشهرستاني أما ما تفضل به على

(1) المناظرات للرازي ص 25 بتوسط الإمام الصادق ج‍ 5 ص 48.
(2) الملل والنحل هامش الفصل ج‍ 1 ص 193، وحتى ج 2 ص 3.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»