والمحمول اسم نقص في اللفظ، والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلى وأسفل. وقد قال الله: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) (1) ولم يقل في كتبه: إنه المحمول، بل قال: إنه الحامل في البر والبحر، والممسك السماوات والأرض أن تزولا، والمحمول ما سوى الله ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول.
قال أبو قرة: فإنه قال: (و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) (2) وقال:
(الذين يحملون العرش). (3) فقال أبو الحسن (عليه السلام): العرش ليس هو الله، والعرش اسم علم وقدرة وعرش فيه كل شيء، ثم أضاف الحمل إلى غيره: خلق من خلقه؛ لانه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه، وخلقا يسبحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه، وملائكة يكتبون أعمال عباده. واستعبد أهل الأرض بالطواف حول بيته، والله على العرش استوى، كما قال: والعرش ومن يحمله ومن حول العرش والله الحامل لهم، الحافظ لهم، الممسك القائم على كل نفس، وفوق كل شيء، وعلى كل شيء، ولا يقال: محمول ولا أسفل، قولا مفردا لا يوصل بشيء فيفسد اللفظ والمعنى.
قال أبو قرة: فتكذب بالرواية التي جاءت: أن الله إذا غضب إنما، يعرف غضبه؛ أن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله