ذلك على النفاذ في الأشياء، والامتناع من أن يدرك، كقولك للرجل: لطف عني هذا الأمر، ولطف فلان في مذهبه، وقوله يخبرك أنه غمض فيه العقل وفات الطلب وعاد متعمقا متلطفا لا يدركه الوهم، فكذلك لطف الله - تبارك وتعالى - عن أن يدرك بحد أو يحد بوصف، واللطافة منا الصغر والقلة، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى. (1) 5184. عيون أخبار الرضا عن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا (عليه السلام): دخل رجل من الزنادقة على الرضا (عليه السلام) وعنده جماعة، فقال:... أخبرني عن قولكم: إنه لطيف وسميع وحكيم وبصير وعليم، أيكون السميع إلا بأذن، والبصير إلا بالعين، واللطيف إلا بالعمل باليدين، والحكيم إلا بالصنعة؟
فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن اللطيف منا على حد اتخاذ الصنعة، أوما رأيت الرجل يتخذ شيئا يلطف في اتخاذه؟ فيقال: ما ألطف فلانا! فكيف لا يقال للخالق الجليل: لطيف؟ إذ خلق خلقا لطيفا وجليلا، وركب في الحيوان منه أرواحها، وخلق كل جنس متباينا من جنسه في الصورة، لا يشبه بعضه بعضا، فكل له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته.
ثم نظرنا إلى الأشجار وحملها أطايبها الماكولة، فقلنا عند ذلك: إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم. (2) 5185. الكافي عن أبي الحسن (عليه السلام) (3) - للفتح بن يزيد الجرجاني -: يا فتح إنما قلنا: