منع تدوين الحديث - السيد علي الشهرستاني - الصفحة ٢١
ويؤيد ما احتملناه هو ما جاء في تقييد العلم في خبر خالد بن عرفطة: أن رجلا من عبد قيس مسكنه السوس جاء إلى عمر بن الخطاب، فسأله عمر:
أنت فلان بن فلان العبدي؟
قال: نعم.
قال: أنت النازل بالسوس؟
قال: نعم.
فضربه ثم تلا عليه الآيات الثلاث الأول من سورة يوسف.
فقال: لم ضربتني؟
فقال: ألم تكن الذي دون كتاب دانيال؟
قال: نعم.
قال: إذهب وامحه بالحميم والصوف الأبيض ثم لا تقرأه ولا تقريه أحدا من الناس، ولو سمعت بذلك لأنهكتك عقوبة.
ثم حكى له حكايته مع رسول الله وكتابته جوامع من التوراة وغضب الرسول عليه (1).
فمما يحتمل في الأمر أن يكون الخليفة قد تأثر بهذا النهي واستفاد منه لاحقا لتطبيق ما يهدف إليه.
مع الإشارة إلى أن عمر بن الخطاب كان أول من أطلق لفظ (المشناة) على السنة النبوية، وأنتم تعلمون أن اليهود كانت لهم توراة ومشناة، فالتوراة هو الكتاب المكتوب عندهم، أما المشناة فهو كلمات وأقوال الأحبار والرهبان.

1 - تقييد العلم: 52.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست