منع تدوين الحديث - السيد علي الشهرستاني - الصفحة ٢٠
بها بيضاء نقية " (١).
وفي الأسماء المبهمة ومجمع الزوائد وغيره: أن عمر جاء بجوامع من التوراة إلى النبي فقال: مررت على أخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة أفلا أعرض عليك؟
فتغير وجه رسول الله، فقال الأنصاري: أما ترى ما بوجه رسول الله؟
قال عمر: رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا، فذهب ما بوجه رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " والذي نفسي بيده لو أن موسى أصبح فيكم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم في النبيين " (٢).
وهناك نصوص أخرى مختلفة في المتن والسند تدل على ما قلناه، يمكن للباحث أن يراجعها.
مما يحتمل في الأمر أن يكون الخليفة قد حدثت في نفسه هزة عنيفة من جراء هذا النهي، فمثله مثل أسامة بن زيد الذي قتل امرءا مسلما ظنا منه أنه أسلم خوفا من السيف، وحين نزلت الآية: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا﴾ (3) خاف أسامة بعد ذلك وصار وجلا وامتنع من الخروج والقتال مع علي بن أبي طالب ضد الناكثين والقاسطين والمارقين، متذرعا أنه لا يقتل المسلمين، متناسيا أوامر الباري في لزوم مقاتلة الباغين والمارقين و...

١ - النهاية لابن الأثير ٥ / ٢٨٢، لسان العرب ١٢ / ٤٠٠.
٢ - مجمع الزوائد ١ / ١٧٤، ونحوه المصنف لعبد الرزاق ١٠ / ٣١٣ رقم ١٩٢١٣، وتقييد العلم: ٥٢.
٣ - النساء: ٩٤.
وانظر تفسير الفخر الرازي ١١ / ٣، والكشاف ١ / ٥٥٢، وتفسير ابن كثير ١ / 851.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست