من أقطاب الكذابين أحمد بن تيمية الحراني - محمد الرضي الرضوي - الصفحة ١٩٨
على أحد (1) وما كان تنطوي عليه من نفحات النبوة أقوى من أن يحول بينها وبين ان تشم في أعطاف علي ما يعرض للأنوف من علل، وما يصيب القلوب من مرض.
على اننا لا نرى بدا من أن نجلي عن هذه الأخوة ما يكون قد زاحمها أو غطى عليها من قرابة علي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهذه القرابة القريبة من شأنها ان تكون على سبيل التجوز، اخوة تجمع بين ابن العم إلى ابن عمه

(1) كلا يا أستاذ ليس الأمر كذلك فقد تحدث الامام المظلوم (عليه السلام) بهذا الفضل الذي خصه به ابن عمه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وآثره به على غيره من صحابته بل وعلى كل قريب وحميم، ولكن عمر بن الخطاب لم تطاوعه نفسه على الاعتراف للامام بهذا الفضل والكرامة التي لم ينلها هو ولا خليله أبو بكر من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). فنفى الاخوة بين الإمام (عليه السلام) وبين ابن عمه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بصراحة صارمة وجها لوجه وذلك عندما أراد اخذ البيعة منه لأبي بكر بن أبي قحافة على أنه خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) امتنع الامام فقال له من قال: اذن والله الذي لا إله الا هو نضرب عنقك. فقال (عليه السلام): اذن تقتلون عبد الله وأخا رسوله. قال عمر: اما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا. راجع (الإمامة والسياسة) لابن قتيبة الدنيوري ج 1 ص 13 ط مصر عام 1388 مطبعة مصطفى البابي الحلبي، فاقتدى ابن تيمية الناصب العداء للإمام (عليه السلام) ابن عم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وحبيبه وصفيه بامامه عمر ابن الخطاب فنفى الاخوة بين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عمه فقال: فان النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يؤاخ أحدا. راجع عنوان (ابن تيمية وانكاره حديث المؤاخاة...) في ص 47 فنفى حتى مؤاخاة الرسول بين أصحابه المهاجرين والأنصار. وليس يا أستاذ كل الناس حسنة نواياهم طاهرة ضمائرهم يستمعون القول فيتبعون أحسنه. بل أكثرهم لا يؤمنون.
أكثرهم لا يعقلون. أكثرهم لا يفقهون، أكثرهم للحق كارهون، كما وصفهم الله تعالى في آيات من كتابه الكريم.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»