ولا شك ان هذه المقولات التي رواها رواة التاريخ عن علي إلى تلك الأخبار التي رواها أصحاب الحديث عنه هي جميعها يدعم بعضها بعضا، تجعلنا نطمئن إلى هذه الواقعة ونقبلها من اخبار علي كرم الله وجهه (1).
وإذا صح ذلك فما مدلوله؟ وهل لنا ان نجد فيه شيئا يضاف إلى ما لعلي من فضل في خاصة نفسه، وفيما اعطى لله ورسوله من جهاد وتضحية وايثار؟
والجواب بلا تردد انه نعم، وقد أمسك علي نفسه - فيما روي عنه - بهذا الفضل العظيم، والشرف الكبير اللذين كانا له من هذا النسب الكريم، وتلك الأخوة التي تجمع بينه وبين رسول الله في رحاب الله، وفي دين الله، وعلى طريق الدعوة إلى الله.
ولو سكت علي عن التحدث بهذا الفضل ومباهاة الناس بتلك الأخوة، والفاتهم إليها لما سكت الناس إذ كانت دلالتها أظهر من أن تخفى