من أقطاب الكذابين أحمد بن تيمية الحراني - محمد الرضي الرضوي - الصفحة ١٩٧
ولا شك ان هذه المقولات التي رواها رواة التاريخ عن علي إلى تلك الأخبار التي رواها أصحاب الحديث عنه هي جميعها يدعم بعضها بعضا، تجعلنا نطمئن إلى هذه الواقعة ونقبلها من اخبار علي كرم الله وجهه (1).
وإذا صح ذلك فما مدلوله؟ وهل لنا ان نجد فيه شيئا يضاف إلى ما لعلي من فضل في خاصة نفسه، وفيما اعطى لله ورسوله من جهاد وتضحية وايثار؟
والجواب بلا تردد انه نعم، وقد أمسك علي نفسه - فيما روي عنه - بهذا الفضل العظيم، والشرف الكبير اللذين كانا له من هذا النسب الكريم، وتلك الأخوة التي تجمع بينه وبين رسول الله في رحاب الله، وفي دين الله، وعلى طريق الدعوة إلى الله.
ولو سكت علي عن التحدث بهذا الفضل ومباهاة الناس بتلك الأخوة، والفاتهم إليها لما سكت الناس إذ كانت دلالتها أظهر من أن تخفى

(1) الرضوي: قلما نجد في السنة اتباع المذاهب الأربعة وغيرهم من الحائدين عن الحق من يستعمل علمه وعقله في الأخذ والرد حاشا الأستاذ عبد الكريم الخطيب رجل العلم والدراية والبحث والتحقيق، فجلهم يفقدون القوة العاقلة المفكرة التي تدفع الانسان إلى التتبع في مواضع الخلاف للوصول إلى الحق. فنرى عامتهم يسيرون على غير بصيرة من أمرهم مكتفين بالتقليد الذميم للسلف الرميم في خطأهم المبين هداهم الله جميعا إلى الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»