مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٩٦
وقد حضرت أم أيمن أحدا وكانت تسقي الماء، وتداوي الجرحى (1)، وشهدت خيبر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهل يحتمل في حق هذه الجليلة الكذب في شهادتها؟!
ثم إنه بأي وجه لا تقوم دعوى الصديقة الطاهرة مع شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) وهذه الصحابية من أهل الجنة مقام دعوى جابر بن عبد الله؟ حيث قال الخليفة من كان له على النبي (صلى الله عليه وآله) دين أو كانت قبله عدة فليأتنا، قال جابر فقلت: وعدني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يعطيني هكذا وهكذا وهكذا. فبسط يديه ثلاث مرات، قال جابر فعد في يدي خمسمائة ثم خمسمائة ثم خمسمائة (2).
وترتيب اثر الواقع على دعوى من قام الحجة الشرعية على خلافها من أصالة عدم تحقق الوعد من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصالة براءة ذمته، ولم ينتظر لان تستبين أو تقوم لها البينة، وعدم ترتيب الأثر على دعوى الصديقة الطاهرة (عليها السلام) مع قيام الحجة الشرعية على وفاقها من قاعدة اليد، مع انضمام شهادة من هو بمقتضى السنة القطعية كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كهارون من موسى (3)، ومن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في شأنه: أم أيمن أمي بعد أمي (4)، وكان يزورها في بيتها (5)

(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»