مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٩٢
ثم بعدما أخذت فدك من الصديقة الطاهرة (عليها السلام)، وآل الأمر إلى أن تلاعب بها أيدي العدوان، اقطع معاوية بن أبي سفيان مروان الحكم ثلثها، واقطع عمرو بن عثمان ثلثها، واقطع يزيد بن معاوية ثلثها (1)، فلم يزالوا يتداولونها حتى خلصت كلها لمروان بن الحكم أيام خلافته، فوهبها لعبد العزيز ابنه، وهبها عبد العزيز لابنه عمر بن عبد العزيز، فلما ولى عمر بن عبد العزيز الخلافة دعا الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقيل بل دعا علي بن الحسين فردها عليه.
فاعترفوا بان اليد التي أخذتها من الصديقة الطاهرة (عليها السلام) كانت يد عدوان فسجل التاريخ أن أول ظلامة ردها عمر بن عبد العزيز رد فدك (2).
ثم بعده أخذت منهم، وتعاقبت عليها أيدي الغاصبة إلى أن انتهى الأمر إلى المأمون، فرفع جماعة من ولد الحسن والحسين إلى المأمون يذكرون أن فدك كان وهبها رسول الله لفاطمة وأنها سألت أبا بكر دفعها إليها بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فسألها ان تحضر على ما ادعت شهودا، فأحضرت عليا والحسن والحسين وأم أيمن، فأحضر المأمون الفقهاء، فسألهم عن... رووا أن فاطمة قد كانت قالت هذا، وشهد لها هؤلاء، وأن أبا بكر لم يجز شهادتهم.
فقال لهم المأمون: ما تقولون في أم أيمن؟ قالوا: امرأة شهد لها رسول الله بالجنة، فتكلم المأمون بهذا بكلام كثير، ونصهم إلى أن قالوا: ان عليا والحسن والحسين لم يشهدوا إلا بحق، فلما اجمعوا على هذا، ردها على ولد فاطمة،

(١) شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٢١٦، وبتفاوت في الطبقات الكبرى ج ٥ ص ٣٨٨، تاريخ الطبري ج ٤ ص ١٧٣، وفاء الوفاء ج ١ ص ١٠٠١.
(٢) معجم البلدان ج ٤ ص ٢٤٠، وفاء الوفاء ج 3 ص 1000.
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»