مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٣٤
رفضها (1).
وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر في مادة هجر: ومنه حديث مرض النبي (صلى الله عليه وسلم) " قالوا ما شأنه أهجر؟ " أي اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أي هل تغير كلامه واختلط لأجل ما به المرض؟ وهذا أحسن ما يقال فيه، ولا يجعل اخبارا، فيكون إما من الفحش أو الهذيان، والقائل كان عمر، ولا يظن به ذلك (2).
في هذه القضية أمور لابد من التأمل فيها:
الأول: أن إطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مأمور بها من الله سبحانه بنص الكتاب مقرونة بطاعة الله تعالى في عدة آيات، كقوله تعالى: {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون} (3) ومنفردة كقوله تعالى: {وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين} (4).
ومقتضى إطلاق الواجب والوجوب عدم الإختصاص بحال من الأحوال، وقد أكد سبحانه وجوب إطاعته بتفريعه على أمانته في عدة آيات، كقوله تعالى:
{إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون} (5)، وجعل إطاعته إطاعة الله سبحانه

(١) مسند أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٤٦.
(٢) النهاية في غريب الحديث والآثار ج ٥ ص ٢٤٥.
ومن مصادر الخاصة راجع: الإيضاح ص ٣٥٩ و... المسترشد ص ٦٨١ و ٦٨٢، أوائل المقالات ص ٤٠٦، الإرشاد ج ١ ص ١٨٤، الأمالي للمفيد ص ٣٦، الاحتجاج ج ١ ص ٢٢٣، سعد السعود ص ٢٩٧ ومصادر أخرى.
(٣) سورة آل عمران: ١٣٢.
(٤) سورة التغابن: ١٢.
(٥) سورة الشعراء: ١٤٣ - 144.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»