مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٢٥
لهم (1).
وعن أنس قال: كان [لرسول الله] شربة يفطر عليها وشربة للسحر، وربما كانت واحدة، وربما كانت لبنا، وربما كانت الشربة خبزا يماث فهيأتها له ذات ليلة، فاحتبس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فظننت أن بعض أصحابه دعاه، فشربتها حين احتبس، فجاء (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد العشاء بساعة، فسألت بعض من كان معه: هل كان النبي أفطر في مكان أو دعاه أحد؟ فقال: لا. فبت بليلة لا يعلمها إلا الله خوف أن يطلبها مني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يجدها، فيبيت جائعا، فأصبح صائما، وما سألني عنها، ولا ذكرها حتى الساعة (2).
وعنه قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فضحك، وأمر له بعطاء (3).
وفي الصحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخل يهودي على رسول الله وعائشة عنده، فقال: السام عليكم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم. ثم دخل آخر، فقال مثل ذلك، فرد عليه كما رد على صاحبه، ثم دخل آخر، فقال مثل ذلك، فرد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما رد على صاحبيه، فغضبت عائشة، فقالت: عليكم السام والغضب واللعنة يا معشر اليهود يا إخوة القردة والخنازير، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عائشة إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء، إن الرفق لم يوضع على شئ

(١) مكارم الأخلاق ص ٢٥٢، سبل الهدى والرشاد ج ٧ ص ١٣.
(2) مكارم الأخلاق ص 32.
(3) مكارم الأخلاق ص 17.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»