مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢١٢
تبينا لكل شئ} (1) - فلا يمكن أن يكون الإمام غير محيط بعلم من العلوم التي في الكتاب الإلهي!
وتستفاد هذه النكتة من الحديث المعتبر: عن ابن بكير، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: (كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطي من العلم، وما أوتي من الملك، فقال لي: وما أعطي سليمان بن داود؟! إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم، وصاحبكم الذي قال الله: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب! وكان والله عند علي علم الكتاب! فقلت: صدقت والله، جعلت فداك) (2).
والإمام - بارتباطه بأمر الله - صاحب الدعوة المستجابة، وبهذا العلم والقدرة تلبس بتاج الوقار.
(ه‍) (وغشاه من نور الجبار) أضيف النور إلى الاسم المقدس: " الجبار " والمضاف إلى كل اسم من الأسماء الإلهية يكتسب خصوصية ذلك الاسم بمقتضى الإضافة.
والله جبار يجبر كل انكسار " يا جابر العظم الكسير " (3).
وقد غشي الإمام من نور الجبار لكي يجبر كل كسر ونقص يلحق بالإسلام والمسلمين.
(و) (أئمة من الله، يهدون بالحق، وبه يعدلون).

(١) سورة النحل: ٨٩.
(٢) بصائر الدرجات ص ٢١٢، الجزء الخامس، باب ما عند الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم.
(٣) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٩٨ ح ٨٨ (سورة يوسف)، مصباح المتهجد ص ٢٢٨.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»