مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٢٢
كناه (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن كناه: أبو القاسم، وأبو الطاهر، وأبو الطيب، وأبو المساكين، وأبو الدرتين، وأبو الريحانتين، وأبو السبطين.
فضائله ومناقبه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي أكثر من أن تسطر وأجل من أن تدرك، ونذكر بعض مكارمه تيمنا، وليس على الله بعزيز أن يوفقنا لقوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} (1).
وهو أول العابدين، وأسبق الأولين والآخرين لقوله " بلى " (2)، حينما أخذ الميثاق على ربوبيته.
وعن بكر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب دخل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو موقوذ - أو قال محموم - فقال له عمر: يا رسول الله ما أشد وعكك [أو حماك!] فقال:
ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال. فقال عمر: يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت تجتهد هذا الإجتهاد. فقال: يا عمر أفلا أكون عبدا شكورا (3).
هذا مع تهجده المفروض عليه في كل ليلة، وقد تعبد لربه حتى انتفخ الساق

(١) الأحزاب: ٢١.
(2) إشارة إلى الآية الشريفة: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) * الأعراف: 172.
(3) الأمالي للشيخ الطوسي ص 403.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 219 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»