مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٠٦
وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني على وحيي، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن.
وأكمل ذلك بابنه (م ح م د) رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب، فيذل أوليائي في زمانه، وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرنة في نسائهم.
أولئك أوليائي حقا، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل، وأدفع الآصار والأغلال، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون ".
قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك، إلا هذا الحديث لكفاك، فصنه إلا عن أهله (1).
* * والأدلة على إمامة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) أكثر من أن تحصى في هذا المختصر، ولكن نختم هذا الموجز بخطبة شريفة للإمام الصادق (عليه السلام)، يصف فيها مقام العصمة والإمامة السامي، رواها شيخ المحدثين محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن يحيى (الذي يقول في حقه النجاشي: شيخ أصحابنا في زمانه، ثقة، عين، روى نحو ستة آلاف رواية) عن أحمد بن محمد بن عيسى (شيخ القميين، ووجههم وفقيههم غير مدافع، ومن أصحاب الرضا والجواد والهادي (عليهم السلام)) عن الحسن بن محبوب (أحد أربعة هم أركان زمانهم، ومن أصحاب الإجماع الذين أجمعت الطائفة على صحة ما يروى عنهم بسند صحيح، ومن أصحاب الإمام الكاظم والإمام

(١) أصول الكافي ج ١ ص ٥٢٨ (باب ما جاء في الاثني عشر).
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»