مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ٢٠٤
الأنصاري قال: (دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد، وأربعة منهم علي صلوات الله عليهم أجمعين) (1).
والثانية:
الرواية المشتملة على أخبار غيبية، ومتنها شاهد على صدورها عن مقام العصمة. وقد رواها أكابر محدثينا مثل الشيخ الصدوق، والشيخ المفيد، والشيخ الطوسي، أعلى الله مقامهم، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:
قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاري: " إن لي إليك حاجة، فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها، فقال له جابر: أي الأوقات أحببته، فخلا به في بعض الأيام فقال له: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب؟
فقال جابر: أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة (عليها السلام) في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهنيتها بولادة الحسين، ورأيت في يديها لوحا أخضر، ظننت أنه من زمرد، ورأيت فيه كتابا أبيض، شبه لون الشمس، فقلت لها: بأبي وأمي يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا لوح أهداه الله إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني، واسم الأوصياء من ولدي، وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك، قال جابر: فأعطتنيه أمك فاطمة (عليها السلام) فقرأته واستنسخته.
فقال له أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟ قال: نعم، فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رق، فقال: يا جابر انظر في كتابك لأقرأ أنا عليك، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا، فقال جابر: فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا:

(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»