عاصمة الأمويين وبين أعدائه الغاشمين والله غالب على أمره.
قيض سبحانه ثلة من المحدثين الحفاظ في كل عصر ممن يحبون الحق والحقيقة ولا يعتنون برضا الناس وسخطهم، فألفوا كتبا " ورسائل في مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وفضائله حتى زخرت المكتبة العربية بهذه الكتب بل المكتبة الاسلامية عامة على اختلاف لغاتها وألسنتها، فانتشرت مناقبه بطرق صحيحة لم يكن العدو يحلم بها حتى قال الامام الحافظ أحمد بن حنبل والشيخ النسائي وأضرابهما بأنه ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل بطرق صحيحة ما جاء لعلي بن أبي طالب (1).
وقد أحس بعض المحدثين بمسؤوليته الدينية امام الله سبحانه وأمام أمته، فقام بنشر فضائله وإن بلغ الأمر ما بلغ وإن انجر إلى استشهاده وقتله في سبيل نشر فضائل المرتضى. هذا والتاريخ يوقفنا على لفيف من الشهداء من المحدثين في هذا السبيل نذكر ما يلي:
1 - هذا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب المعروف بالحافظ النسائي المتوفى عام 303 أحد أصحاب الصحاح والسنن غادر مصر في أخريات عمره نازلا " مدينة دمشق فوجد الكثير من أهلها منحرفين عن الامام فأخذ ينشر مناقبه وفضائله فألقى محاضرات متواصلة في فضائل الوصي وبعد أن فرغ من تأليف كتابه ونشره، سئل عن معاوية وما روى من فضائله فقال: أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا " برأس حتى يفضل؟ وفي رواية أخرى: " لا أعرف له فضيلة الا، لا أشبع الله بطنه. فهجموا عليه. يضربون بأرجلهم في خصييه حتى أخرجوه من المسجد فقال: إحملوني إلى مكة فحمل إليها وتوفى بها حتى مات بسبب ذلك الدوس " (2).
2 - الحافظ فخر الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي.
فقد قتل عام 658 في سبيل نشر فضائل أمير المؤمنين. فألف كتابا باسم " كفاية الطالب