مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ١٥٦
الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} (1).
* * * ومع أن الأدلة على الإمامة العامة من العقل والكتاب والسنة، أوضحت أمر الإمامة الخاصة، وأن الصفات اللازمة في الإمام لا تنطبق إلا على الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، كما تقدم في حديث الثقلين، لكن لأجل إتمام الحجة نورد بعض الأحاديث في إمامة أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي (عليه السلام)، التي ثبتت صحتها عند المحدثين:
الحديث الأول:
عن أبي ذر (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع عليا فقد أطاعني، ومن عصى عليا فقد عصاني) (2).
دل هذا الحديث الذي صححه كبار علماء السنة على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - الذي شهد القرآن بأنه لا ينطق عن الهوى، وشهد العقل بذلك - حكم بأن طاعة علي ومعصيته طاعة النبي ومعصيته، وطاعة النبي ومعصيته طاعة الله تعالى ومعصيته، وقد قال الله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} (3).

(١) سورة المائدة: ٥٥.
(٢) المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ١٢١ وفي التلخيص أيضا وص ١٢٨، كنز العمال ج ١١ ص ٦١٤ - تاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ٢٧٠ و ٣٠٧ - ذخائر العقبى ص ٦٦ - ينابيع المودة ج ٢ ص ٣١٣ ومصادر أخرى للعامة.
معاني الأخبار ص ٣٧٢ - وقريب منه في بصائر الدرجات ص ٣١٤، الجزء السادس باب ١١ باب في أمير المؤمنين (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشاركه في العلم... الكافي ج ١ ص ٤٤٠، الأمالي للصدوق ص ٧٠١ المجلس الثامن والثمانون ح ٥ تفسير فرات الكوفي ص ٩٦ و ١٠٩ ومصادر أخرى للخاصة.
(٣) سورة النساء: ٨٠.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»