مقدمة في أصول الدين - الشيخ وحيد الخراساني - الصفحة ١١٤
أشعة من حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونستضئ ببعض الأضواء الوهاجة من شمس حياته الساطعة، التي هي بذاتها دليل على رسالته ونبوته (صلى الله عليه وآله وسلم).
عندما أعلن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعوته، خافت قبائل قريش أن يطيعه الناس، فبادروا إلى التهديد والتطميع، وجاؤوا وفدا إلى عمه أبي طالب وقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سفه أحلامنا، وسب آلهتنا، وأفسد شبابنا، وفرق جماعتنا، فإن كان يحمله على ذلك العدم جمعنا له مالا فيكون أكثر قريش مالا، ونزوجه أية امرأة شاء من قريش، حتى وعدوه بالملك والسلطنة.
فكان جوابه (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما أردته) (1).
ولما رأوا أن التطميع لم يؤثر فيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنه ماض في أمره غير عابئ بتطميعهم، عمدوا إلى التهديد والإيذاء، ومن نماذج ذلك:
أنهم كانوا عندما كان يقف النبي للصلاة في المسجد الحرام يرسلون أربعة من بني عبد الدار القادة العسكريين لقريش، اثنين إلى يمينه يصفران، واثنين إلى يساره يصفقان بأيديهما ليؤذياه بذلك ويشوشا عليه صلاته! (2).
وذات يوم وهو في طريقه إلى المسجد رموا على رأسه التراب، أو هو

(١) تفسير القمي ج ١ ص ٢٢٨ ذيل آية ٤ من سورة ص.
(٢) تفسير مجمع البيان ج ٤ ص ٤٦٣ ذيل آية 35 من سورة الأنفال.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»