مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ١٠٣
ليكونوا حاكما وشاهدين، كما يصح عقد النكاح بولي وشاهدين.
وقالت طائفة أخرى: تنعقد بواحد لأن العباس قال لعلي: أمدد يدك أبايعك، فيقول الناس: عم رسول الله بايع ابن عمه، فلا يختلف عليك اثنان، ولأنه حكم وحكم الواحد نافذ. (1) وهذه الوجوه تسقط كون الشورى أساس الحكم وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ارتحل واعتمد في صيانة دينه بنظام مبني على الشورى وهي مجملة من جهات شتى.
* هل البيعة أساس الحكم الإسلامي؟
هل البيعة سبيل إلى تعيين الحاكم الإسلامي وأساس له. وقد اتخذه غير واحد ممن كتب في نظام الحكومة الإسلامية أساسا لها، وقد أمضاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن غير موضع، حيث بايعه أهل المدينة في السنة 11 و 12 و 13 من البعثة، بايعوه على أن لا يشركوا بالله ولا يسرقوا ولا يقترفوا فاحشة.
كما بايعوه في البيعة الثانية على نصرته والدفاع عنه، كما يدافعون عن أولادهم وأهليهم. (2) إن الموارد التي بايع فيها المسلمون رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم لا تنحصر في هذين الموردين بل توجد في موارد أخرى، أعظمها وأفضلها بيعة الرضوان المذكورة في تفسير قوله سبحانه: * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة

(١) الأحكام السلطانية: ٧ - (٢) السيرة النبوية: ١ / 431 - 438.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»