مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٤٩
بإذن الله سبحانه، والجميع من سننه الكونية والاعتراف بها اعتراف بقدرته وعلمه وحكمته وأن الجميع من جنوده سبحانه الخاضعة لإرادته.
ومع هذه التصريحات كيف يمكن تفسير التوحيد في الخالقية بالمعنى الأول، ورفض كل تفسير ضمني وتبعي لغيره سبحانه؟!
والذي يدل على ذلك أنه سبحانه ينسب عمل الإنسان إليه، ويقول:
* (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) *. (1) * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) *. (2) * (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى) *. (3) ففي هذه الآيات ينسب عمل الإنسان إليه ويرى أن له دورا في مصيره، ويرى أنه ليس لكل إنسان إلا سعيه وجهده.
وثمة آيات تنسب الخلق إلى غيره سبحانه، لكن لا على وجه ينافي التوحيد في الخالقية، حيث يقول:
* (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني) *. (4) * (أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله) *. (5) وأي تصريح أوضح من خطابه الموجه إلى المسيح، بقوله: * (وإذ تخلق من

(٤٩)
مفاتيح البحث: الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»