مفاهيم القرآن (العدل والإمامة) - الشيخ جعفر السبحاني - ج ١٠ - الصفحة ٣٦
الزوجية التي تقع على عاتق الزوج ويقوم بها بجوارحه ولا صلة لها بباطنه.
وأما غير المستطاع فهي المساواة في قسمة الحب بينهن لأن الباعث لها هو الوجدان والميل القلبي وهو مما لا يملكه المرء ولا يحيط به اختياره، لأنه رهن أمور خارجة عن الاختيار.
مظاهر العدل الإلهي في تنفيذ العقوبات قد مضى أن لعدله سبحانه مظاهر في التكوين والتشريع، ومن مظاهر عدله في التشريع أنه لا يساوي بين المطيع والعاصي، والمسلم والمجرم، والمؤمن والمفسد، ولذلك صار يوم البعث مظهرا لعدله سبحانه بحيث لو لم يكن ذلك اليوم الموعود لما ظهر عدله في مجال الجزاء، وبذلك أصبح يوم القيامة أمرا لا مفر منه لظهور عدله فيه، وتشير آيات كثيرة إلى هذا المضمون:
1 - * (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) *. (1) 2 - * (أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون) *. (2) وهاتان الآيتان تدلان على أن التسوية بين الطائفتين على خلاف العدل، فلا محيص من إحقاق الفرق، وبما أن الطائفتين يتعامل معهما في الدنيا على نحو سواء فلا بد من تحقيقه في يوم ما وليس هو إلا يوم القيامة، ويعرب عما ذكرناه قوله سبحانه: * (إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي

(١) ص: ٢٨.
(٢) القلم: ٣٥ - 36.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»