مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب - أبو محمد الخاقاني - الصفحة ٤٤
علي لأنه معجزة والمعجزة لا تحدها أقوال الرجال.
إن الذي يساوي بين علي وبين كبار الصحابة مخالف لوجدانه ومخالف لمقالة كبار الصحابة الذين قالوا: لست بخيركم وعلي فيكم (1) وأن عليا أعطي ثلاثة وددت أن لي واحدة منهن فكانت أحب إلى مما طلعت عليه الشمس (2) وأنه خير البشر ولا يشك إلا كافر (3) إلى آخر ما قالوا فكيف يفضل عليه ابن العاص وأضراب ابن العاص من المخادعين المخاتلين الذين تسببوا في قتل عثمان ثم شقوا العصا طلبا للإمرة والرئاسة وجمع المال.
يكفي عليا فخرا أن الذين ناوئوه لم يجدوا فيه مغمزا إلا قصة بنت أبي جهل، وهي قضية إن صدقت ولم تكن من وضع الوضاعين لا تصلح أن تكون طعنا فيه، بل هي بالعكس لأن عليا ترك رغبات نفسه نزولا عند رغبة الرسول ولو أن عليا خالف ذلك ودخل بابنة أبي جهل لكان الحق مع هؤلاء أما وأنه قد أعرض حينما شاهد عدم الرضى منه، فأين هو المغمز أيها المنصفون من المسلمين. ومن أراد التبصر في هذه القضية فليرجع لكتاب الإمام علي بن أبي طالب لعبد الفتاح عبد المقصود.

(1) كلمة أبي بكر.
(2) كلمة عمر بن الخطاب.
(3) عائشة أم المؤمنين.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»