مدينة النجف - محمد علي جعفر التميمي - الصفحة ٦١
طربالان (1) وهما بنا آن كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر علي بن أبي طالب (رض) وقد حدث عنها هشام بن محمد الكلبي قال: حدثني شرقي بن القطامي، قال بعثني المنصور إلى بعض الملوك فكنت أحدثه بحديث العرب وأنسابها فلا أراه يرتاح لذلك ولا يعجبه قال - فقال لي رجل من أصحابه يا أبا المثنى أي شئ الغري في كلام العرب، - قلت - الغري الحسن والعرب تقول هذا رجل غري وإنما سميا الغريين لحسنهما في ذلك الزمان وإنما بني الغريان اللذان في الكوفة على مثل الغريين بناهما صاحب مصر وجعل عليهما حرسا فكل من لم يصل لهما قتل إلا أنه يخيره خصلتين ليس فيهما النجاة من القتل ولا الملك، ويعطيه ما يتمنى في الحال ثم يقتله فغبر بذلك دهرا قال:
فأقبل قصار من أهل أفريقية ومعه حمار له وكذين فمر بهما فلم يصل فأخذه الحرس فقال: مالي فقالوا - لم تصل للغريين - فقال لم أعلم، فذهبوا به إلى الملك، فقالوا هذا لم يصل للغريين - فقال له ما منعك أن تصلي لهما، قال: لم أعلم وأنا رجل غريب من أهل أفريقية أحببت أن أكون في جوارك لأغسل ثيابك وثياب خاصتك، وأصيب من كنفك

(1) - قال ابن دريد الطربال قطعة من جبل أو قطعة من حائط تستطيل في السماء وتميل وفي الحديث كان عليه الصلاة والسلام إذا مر بطربال مائل أسرع المشي والجمع الطرابيل وقيل فالطربال القطعة العالية من الجدار والصخرة العظيمة المشرفة من الجبل وطرابيل الشام صوامعها
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»